كاظمة

كاظمة

Tuesday 25 January 2011

تخطيط = تخ ... طيييييييييييييييييط

هناك مصطلح إقتصادي معروف لدى الكثيرين الا وهو " البطالة المقنعة" ولكن الكثيرين لا يعرفون ماهية هذا المصطلح، فالبطالة المقنعة تعريفها بأن الناتج الحدي للعامل يساوي صفر أي بأنه لا فائدة منه وإنتاجيته معدومة بل يكلف الدولة ولا تستفيد من خدماته ونراهم كثير في الكويت فعندما تدخل إحدى الوزارات تجد بعض الموظفين والموظفات بأوضاع غريبة فتجد مجموعة منهم "ماسك ال أيفون وطايحلة تويتر" أو نسمع حوار غريب عن " ماذا تتريقون اليوم فطاير والا ساندوتش" أو عن هذي انخطبت وهذي تطلقت وأمور أخرى لا يتخيلها العقل البشري ولمن لا يراجع الوزارات والهيئات الحكومية ويريد معرفته فتجدهم بالأفلام "العربية" "يقشرون بطاط" وفي آخر الشهر يقبضون المعاش على داير "ملييم". هذه المشكلة سبق وأن تم مناقشتها ولكن السؤال الأهم والذي يطرح نفسة وبشدة نعم تعاني الكويت من بطالة مقنعة ولكن : هل تعاني الكويت من " سياسة مقنعة" على افتراض أن تحل السياسة محل البطالة في التعريف السابق؟
نقولها وبكل أسف نعم فالسياسي هنا ليس الناشط فقط وإنما السياسي هو الوزير ونائب مجلس الأمة و رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الأمة و حتى "طيب القلب" الشجاع عباس الشعبي، المسؤلين في جميع الوزارات سياسيين وأصحاب ال"بلوقات" سياسين حتى "التويتر" أصبح بدوره سياسي ولكن ماذا حققوا من إنجاز هنا السؤال الأهم ، وماذا فعلوا لكي ينقذوا الكويت مما هي فيه من فساد ورشوة أنا لا أتكلم هنا عن "طريجعية السياسة" بل أعني في الأمر من هم على رأس الهرم السياسي فالسؤال موجه لهم و"حيتان السياسة" يعرفون تماما ما أعنيه. فقد انشغلوا بصراعاتهم على حساب الكويت وضربوا الكويت بعرض الحائط من أجل مصالحهم نسوا إن الكويت "أمهم الحنون" ضربوها نهبوها طعنوها بظهرها هؤلاء العاقين بها ابتسمت لهم إحتضنتهم وسامحتهم على ما فعلوه ومازالوا يفكرون كيف يقسمون التركة فحديثي العهد السياسي رضوا "بفتات الخبز" وظهر ذلك جلياً في إستجواب رئيس الوزراء الأخير بعضهم كان سعره رخيص جدا أرخص بكثير من سعر نائب مجلس أمة صيني والبعض الآخر كلف "الدولة" مناقصات بمئات الملايين.
ومن الأمور العجيبة التي لفتت الإنتباه أيضا تعطيل مجلس الأمة في وقتٍ حرج فبدلاً من أن "ينثبرون" داخل مجلس الأمة يرعون مصالح الشعب نلقاهم يعطلون المجلس شهر في وقت لا يسمح فيه بإلتقاط الأنفاس والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا كان هذا التعطيل ولمصلحة من ؟ ، لذلك وبعد متابعة دقيقة لما يحدث نستطيع القول بل أجزم بالقول بأنه والذي نفسي بيده قد تكونت لدي قناعه بأن لدينا "سياسة مقنعه" واسعة الإنتشار.
في بداية الحديث تكلمت عن مصطلح إقتصادي وهنا استوقفني مصطلح اقتصادي آخر وهو التنمية الإقتصادية، "وهذي يبيلها قعدة" فالتنمية الاقتصادية ترتكز على التعليم ، الصحة ، البنية التحتية ، والاستثمار البشري وهو الأهم في نظري ولكن ما يحدث في الكويت ماهو الا " شرق ورق" فقد أتت الحكومة الموقرة ببدعة أسمتها " خطة التنمية " خطة صفق لها الكويتيون كثيرا خطة طال إنتظارها ولكن والسؤال هنا لــ "عراب خطة التنمية" ما هو المعيار المستخدم لقياس هذه الخطة وماهي الآلية المستخدمة لتمويلها فسيادتكم صرحتم في وقت سابق بأن نسبة الإنجاز تفوق ال 30% وكيف لكم أن تبدأوا بالمرحلة الثانية من الخطة وأنتم لم تنجزوا أصلاً المرحلة الأولى ، فمن الواضح أن هناك خلل وخلل كبير في عملية التخطيط وغياب الدور الرقابي قد ساعد كثيرا في "حَبْك" هذه المسرحية"الأبيض والأسود" فعملية القياس عملية نسبية فأنتم ترونها قد تجاوزت ال 30% والبعض يرى غير ذلك، لذلك يجب أن تقطعوا الشك باليقين بأن تقدموا معياراً واضحاً لقياس الخطة مدعوماً بأرقام وأدلة ليفهم الشعب الكويتي أين ستذهب أمواله. فبدلاً من أن تُصْرف أموال "كأبر تخدير" كلفت الدولة  1.45 مليار دينار كان الأجدر أن يتم توجيهها لخطة التنمية فبها ممكن أن تبني كم مستشفى متطورة أو مدينة جامعية أو كم مشروع حيوي ولكن للأسف نثرت في مهب الريح، وأكرر هنا من هو المخطط لذلك فغياب التخطيط هنا واضح وضوح الشمس أو إن الأحداث المحيطة في المنطقة العربية أثارت هلعكم ، إطمئنوا فالشعب الكويتي ملتف حول قيادته ويحب بلده ولا نرضى اسقاط ما حدث في تونس أو مصر على الكويت فالكويتيون أثبتوا ذلك أيام الإحتلال و مؤتمر جدة خير مثال و المقاومة الكويتية الباسلة كذلك سطرت أروع الأمثال في حب الكويت وحكام الكويت.
أقولها ومازلت أقولها إن الوعي السياسي في الكويت لم يصل إلى مرحلة النضج، صحيح أن هناك محاولات جادة من بعض المثقفين سياسياً ترفع لها القبعة، ولكن السواد الأعظم في الكويت  "مع الخيل يا شقرة" لذلك إن أردتم إصلاح بلدكم يا "حيتان السياسة" فلابد أن تقفوا وقفة جادّة وأن تفهموا و تستوعبوا بتمعن لماذا كل هذا التوتر في الشارع السياسي الكويتي فيجب أن تكون هناك أجندة واضحة وبرنامج عمل مفهوم  مبني على أسس علمية مدروسة، لذلك نعيدها مراراً وتكراراً إن أردتم إصلاح وتقدم هذا البلد يجب عليكم إستبدال الـ " تخ ...طيييط" بالتخطيط بعيداً عن الشعارات الفارغة ، فعلوا دور الشباب واحتضنوهم فهم بناة هذا الوطن وقادته في المستقبل كونوا على قدر المسؤلية وتمتعوا بالشفافية الكاملة بعيدا عن سياسة التنفيع أو سياسة الترهيب، ولكي يعود "وطن النهار" لسابق عهده أظهروا الحب الحقيقي لها فالكويت تستحق منّا هذا الحب.